مقالات الأعضاء
|
||||||||
التفاصيل | ||||||||
ما حكم من تاقت نفسه للزواج و لو يقدر عليه ؟ تاقت نفسه إلى الزواج، وعجز عنه، وخاف العنت، وهو مؤمن، يا رب إن لم تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن، مثل هذا الإنسان عليه أن يصبر، وعليه أن يصوم، لقول النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح عن عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لا نَجِدُ شَيْئًا فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ فَإِنَّهُ، أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاء)) معنى هذا أن الشاب إلى أن يتزوج إذا ملأ وقته في الأعمال الطيبة، في حفظ القرآن الكريم، في العلم الشرعي، في طلب العلم الدنيوي، في تحصيل الشهادات، في إتقان الصنعات، يجب على الشاب المؤمن أن يملأ وقته بالعمل الدنيوي والأخروي، لأن إملاء هذا الوقت، وغض بصره، والابتعاد عن أماكن الشبهات، ومواطن الفتن، وعن رفقاء السوء، وعن قراءة الموضوعات التي تثير الغرائز، والابتعاد عن أجهزة اللهو، وعن المسلسلات، وعن الاختلاط هذا كله يجعله في حصن حصين، وفي حرز حريز، يجعله في طمأنينة ما بعدها طمأنينة، ومتفرغاً لبناء ذاته، هذا الحل الثاني، تاقت نفسه إليه، وخشي العنت، ولم يقدر عليه، فعليه بالصوم، فإن الصوم له وجاء، هذا الزواج الواجب. الزواج المستحب: أما الزواج المستحب، فإن كان تائقاً له، وقادراً عليه، لكنه يأمن على نفسه من اقتراف ما حرم الله عليه، فإن الزواج مستحب له، تاقت نفسه إليه، وهو يقدر عليه، لكن بعيد عن أن تزل قدمه، ولا يخشى على نفسه العنت، مثل هذا الإنسان الزواج في حقه مستحب، لكن هو أولى من التفرغ للعبادة، لأنه سنة، هذه سنتي، فمن رغب عنها فليس من أمتي، هذه سنة الله في خلقه، هي أولى من الرهبانية التي ابتدعها النصارى. نقطة مهمة جداً في آية دائماً أذكرها، وليس لها علاقة بالزواج، لكن سبحان الله ! كلما أقرأ هذه الآية أشعر أن معناها شامل، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ﴾ ( سورة النساء ) إنّ الزوج المؤمن الصادق له أهداف من الزواج نبيلة جداً، أحد أكبر أهدافه إنجاب الذرية الصالحة، أحد أكبر أهدافه أن يكون لك ولد ينفع الناس من بعدك، أن يكون لك ولد يعلم الناس الخير، أن يكون لك ولد يقرب الناس إلى الله عز وجل، لأنّ امتداد الذرية امتداد للآباء، لذلك من أقلّ أهداف الزواج الاستمتاع، لكن أعظم أهدافه الكبرى في نظر المؤمن هي العمل الصالح، الإنسان يتقرب إلى الله بالزوجة الصالحة، بالأخذ بيدها إلى الله عز وجل، بتوجيهها الوجهة الصحيحة، بتربيتها التربية الصحيحة. روى الطبراني عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله أبدلنا بالرهبانية الحنفية السمحة )) [ ورد في الأثر] الرهبانية ليست تقرباً إلى الله عز وجل، الله عز وجل لا يتقرب إليه بالحرمان، ولكن يتقرب إليه بتنفيذ أمره ونهيه، الشقاء أو بذل الجهد، والحرمان ليس مطلوب لذاته، المطلوب لذاته أن تطبق منهج الله عز وجل. عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((النِّكَاحُ مِنْ سُنَّتِي، فَمَنْ لَمْ يَعْمَلْ بِسُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي، وَتَزَوَّجُوا، فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأمَمَ، وَمَنْ كَانَ ذَا طَوْلٍ فَلْيَنْكِحْ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَعَلَيْهِ بِالصِّيَامِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ)) عندنا زواج محرم، وزواج فرض لمن قدر عليه، وتاقت نفسه إليه، وخشي العنت، من تاقت نفسه إليه، وخشي العنت، ولم يقدر عليه فعليه بالصبر والصوم، ومن قدر عليه، وتاقت نفسه إليه، ولم يخش العنت فالزواج مستحب، لكنه أولى من التفرغ للعبادة، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: ((أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لأخْشَاكُمْ لِلَّهِ، وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي)) [ البخاري] الزواج المحرم: أما الزواج المحرم فيحرم الزواج على كل رجل يخل بحقوق الزوجة في المعاشرة والإنفاق، الزوجة لها مطلبان أساسيان، المطلب الأول: أن تعاشرها كزوجة، والثاني: أن تنفق عليها، فمن أخل بحقوق الزوجة في المعاشرة والإنفاق هذا حرم عليه الزواج، لأن يفضي إلى ظلم، امرأة تعيش بين أبويها عيشةً رغيدةً هادئةً، طيبةً، فلما أخذتها من بين أهلها، وظلمتها، وقسوت عليها، وحرمتها، وأهنتها، وضربتها، أنت ظلمت، والظلم ظلمات يوم القيامة، أخطر شيء في الحياة أن تكون سبباً لشقاء إنسان، الإنسان بنيان الله، وملعون من أهان بنيان الله، والله أنا أستمع من بعض الإخوة ممن زوجوا بناتهم لأشخاص ليسوا أكفاء، أستمع عن قسوتهم في المعاملة، وعن وحشيتهم في معاملة الزوجة، وعن ظلمهم لها الشيء الكثير. هناك أشخاص وحوش، والإنسان من دون علم وحش، إذا تحرك وفق نزواته وشهواته أصبح كالوحش تماماً، قسوة ما بعدها قسوة، قلب كالصخر، كلام أقسى من الحجر، بخل لا يحتمل، بعد عن الله، فظاظة ما بعدها فظاظة، وقد قيل: الزواج رق، فلينظر أحدكم أين يضع كريمته. النبي عليه الصلاة والسلام قال: (( فاطمة بضعة مني، من أكرمها فقد أكرمني، ومن بغضها فقد بغضني )) [ الجامع الصغير عن المسور بن مخرمة ] البنت غالية جداً، فإذا كان يسلم ابنته لزوج يضربها، لزوج يجيعها، لزوج بخيل كل الخزن مقفلة، الطعام مقفول عليه فقد أهانها، وما من صفة أشد في الرجل من البخل. يحرم الزواج على كل رجل يخل بحقوق الزوجة في المعاشرة والإنفاق إذا علم أن الزوج أنه يعجز عن الإنفاق على الزوجة، أو يعجز عن أن يؤدي لها حقها، فالزواج في حقه محرم، وإذا علمت الزوجة أنها لا تستطيع أن تحصن زوجها، ولا أن تقوم بواجباته فقبولها بهذا الزواج فيه حرمة، يجب أن تنصح، وإذا أخفى الإنسان العيب، ثم كشف العيب فهذا تدليس، وهذا تغرير، وهذا كذب، وهذا يستوجب رد الزواج بدعوى التدليس أو إخفاء العيب. أحيانا يكون مرض خطير في أحد الزوجين، أو مرض يمنع الزوج من أن يعاشر زوجته، لكن هناك أشياء بسيطة لا داعي أن تذكر، أما العيوب الخطيرة التي تسبب شقاءً زوجياً فهذه يجب أن تعلم، وإلا كان الزواج محرمًا. درس ((أنواع الزواج )) لفضيلة الشيخ أحمد راتب النابلسي |
الطلبات الماسية
صفحات خاصة
آخر المسجلين من النساء
جديد المكتبة المرئية
جديد المقالات
قصص ناجحة
رسائل الاعضاء
( 52600 ) رسالة