مقالات الأعضاء
|
||||||||
التفاصيل | ||||||||
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ماأحوجنا فى هذه الدنيا بالإستعانة بالله و تقوية الإيمان فى القلوب التى قد يضعف إيمانها فى الابتلاءات و المصائب أسال الله العظيم رب العرش الكريم ان يثبتنا عند المصائب و النوائب و أن يرضينا بالأقدار و لا نكن من الجازعين القانتين من رحمته جل و على لهذا اخترت هذا الموضوع الحساس ارجو الاستفادة و جازى الله القارئين خير الجزاء. عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم من الجهل أن يخفى على الإنسان مراد التكليف ،فإنه موضوعٌ على عكس الأغراض ، فينبغي للعاقل أن يأنس بانعكاس الأغراض ، فإن دعا و سأل بلوغ غرض، تعبد بالدعاء ، فإن أعطى مراده ، شكر ، و أن لم ينل مراده ،فلا ينبغي أن يلح في الطلب ، لأن الدنيا ليست لبلوغ الأغراض، وليقل لنفسه: ( و عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم ) ( البقرة . 216) ومن أعظم الجهل أن يمتعض ( يتألم ) في باطنه لانعكاس أغراضه ، وربما اعترض في الباطن ، و ربما قال: حصول غرضي لا يضر ، و دعائي لم يستجب. وهذا كله دليل على جهله، و قلة إيمانه و تسليمه للحكمة ، ومن الذي حصل له غرض ثم لم يكدر؟؟ هذا آدم طاب عيشه في الدنيا وأخرج منها ، و نوح سأل في ابنه، فلم يعطى مراده ، و الخليل ابتلى بالنار ، و إسحاق ( نبي الله إسماعيل ) بالذبح، و يعقوب بفقد الولد ، و يوسف بمجاهدة الهوى ، و أيوب بالبلاء ، و داود و سليمان بالفتنة ، و جميع الأنبياء على هذا ، و ما لقي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم من الجوع و الأذى و كدر العيش فمعلومٌ أن الدنيا وضعت للبلاء ، فينبغي على للعاقل أن يوطن نفسه على الصبر ، أن يعلم أن ماحصل من المراد فلطفٌ ، و ما لم يحصل ، فعلى أصل الخلق و الجبلة كما قيل : طبعت على كدر وأنت تريدها صفوا من الاقذاء و الأكدار ومكلفُ الأيام ضد طباعها متطلبٌ في الماء جذوة نار وهاهنا يتبن قوة الإيمان و ضعفه ، فليستعمل المؤمن من أدوية هذا المرض التسليم للمالك ، و التحكيم لحكمته ، و ليقل : قد قيل لسيد الكل ( نبينا محمد صلى الله عليه و سلم ) ( ليس لك من الأمر شئ ) ( آل عمران .128 ) ثم ليسأل نفسه بان المنع ليس من بخل ، و إنما هو لمصلحة لا يعلمها و ليؤجر الصابر عن أغراضه ، و ليعلم الله الذين سلموا ، و رضوا ، و إن زمن الابتلاء مقدار يسير، و الأغراض مدخرةٌ تلقى بعد قليل ، و كأنه بالظلمة قد انجلت ، و بفجر الأجر قد طلع ، و متى ارتقى فهمه إلى أن ما جرى مراد الحق سبحانه ، اقتضى إيمانه أن يريد ما يريد ، و يرضى بما يقدر، إذ لو لم يكن كذلك كان خارجاً عن بقية العبودية في المعنى، و هذا أصل ينبغي آن يُتأمل و يعمل عليه في كل غرض انعكس. (كتاب صيد الخاطر لأبي الفرج عبد الرحمن بن على الجوزى - رحمه الله ) |
الطلبات الماسية
صفحات خاصة
آخر المسجلين من النساء
جديد المكتبة المرئية
جديد المقالات
قصص ناجحة
رسائل الاعضاء
( 52607 ) رسالة